باحثة لبنانية في الخلايا الجذعية تعمل على “قطع غيار بشرية”
بعد
10 سنوات من الأبحاث أجرتها في الولايات المتحدة ولبنان، توصلت الباحثة
اللبنانية لورين مارسيل جريج، إلى نتائج متقدمة في دراسة دور الخلايا
الجذعية وتجديد أعضاء الجسد.
لورين الحاصلة على دكتوراه من جامعة
كاليفورنيا، انطلقت في أبحاثها من الدم وعلم الجينات والجزيئات الخلوية،
وتمكنت من تطوير تكنولوجيا ملاحظة دقيقة جداً، ووضعت قيد العمل “مجهراً
قادراً على رصد الخلايا البدائية “الجذعية” بواقع 500 ألف مرة، أكثر من أي
جهاز سابق”، ما أتاح لها المجال لمعرفة كيفية انقسام الخلايا البدائية،
واكتشاف “كيف تحدد الخلايا مصيرها المستقبلي؟ وكيف تظهر وتنمو الأمراض”؟
ثورة علمية جديدة
تصل أبحاث جريج إلى مرحلة “تأمين قطع غيار للإنسان”، وبالتالي الاستغناء عن عمليات وهب الأعضاء وتناول الأدوية المقاومة للمناعة.
توضح أنّ الهدف النهائي لأبحاثها بلوغ ذلك من خلال “الحفاظ على بقايا
الأعضاء المتضررة”، ومن ثم الحصول على الخلايا الجذعية منها وعلاج الإنسان
“لأنّه لا يوجد شيء موازٍ لخلق الله”، فأعضاء الجسم البشري قادرة على إصلاح
نفسها من دون حاجة إلى جراحات متكررة.
تعتبر جريج أنّنا أمام “ثورة
علمية تعتمد على الخلايا الجذعية التي تبقى صامتة ونائمة داخل الكائنات
الحية وأعضائها”، وترتكز على فلسفة قائلة بإنعاش هذه الخلايا الموجودة في
الطبيعة. ومنها سيتمكن جسد الإنسان من تجديد أعضائه.
تعود جريج إلى
عام 2007، فالأبحاث التي أجراها العالم الياباني شينيا ياما ناكا (الفائز
بجائزة نوبل)، تؤكد أنّه يمكننا “أن نشيخ بسرعة وأن نصغر بسرعة”. أثبتت
الأبحاث أنه إذا أخذنا خلية جلد من إنسان عمره ستين سنة، وعرّضناها إلى 4
أنواع بروتين، عندها ستتمكن هذه الخلية من إعادة نفسها إلى مرحلة الشباب،
لتصبح خلية الكبير في السن على غرار “خلية الطفل”.
في سياق متصل، تجزم أن هدفها مصالحة الإنسان مع الطبيعة ليعيش نوعية حياة أفضل.
موجة التفاؤل تصل إلى معالجة مرضى السرطان بالطرق الطبيعية لأننا “نمتلك
الحمض النووي ذاته لدى النباتات التي تصنّع الأدوية المضادة للأكسدة
والالتهابات والفيروسات بصورة ذاتية”.
لا تعتمد جريج في أبحاثها على
“الحبل السري” لأن الخلايا الموجودة فيه مفيدة عند التعرض للمرض في السنين
الأولى للطفل، إلاّ أنّها غير قادرة على إنعاش الخلايا الجذعية عندما
نكبر.
زيت الحياة
يبدأ علاج الشباب الدائم من تنقية جسد
الإنسان من السموم، وإخراج المعادن الثقيلة التي تسربت إلى الجسد. وتوضح
جريج أن الجسد يغطى على فترات بواسطة الزيوت الأساسية التي تنتج من
النباتات، وتعتمد على تنظيف الجسم من العناصر المتراكمة داخله.
تكرر
الباحثة اللبنانية نصيحتها بالعودة إلى الطبيعة لأنها تزيل السموم من
الجسد وتقضي على الفيروسات والبكتيريا الضارة. بعد هذه المرحلة، يتم
الانتقال إلى مرحلة ثانية من خلال إنعاش أعضاء الجسد، كاشفة عن شفاء مصابين
بـالسرطان والتهابات الغرغرينا المتقدمة والتخلي عن بتر الأعضاء والسكري
وغيرها من الأمراض المزمنة.
بعد سنوات من الأبحاث، عادت العالمة
الشابة إلى موطنها لتؤسس مختبرها الخاص على خلاف عدد كبير من الباحثين
الذين يغادرون لبنان سعياً وراء الفرص، مؤكدةً أن لا شبيه لطقس لبنان
وبيئته. لذلك، يجب وقف استيراد المنتجات المعدّلة جينياً لأنّ “تناول
المأكولات المصنعة يؤدي إلى التهابات وأمراض لاختلافها مع طبيعة الجسد”.
يتضح أن العلاج لدى جريج يبدأ بتغيير نمط الحياة، ودهن الجسد بالزيوت
الأساسية التي تكثفت لتتضمن 30 مل من 3 ألف كيلو من المواد الأولية، لأن 6
نقاط تعطي الجسد 10 آلاف خلية إضافية لتتفاعل مع الحمض النووي، وتتسرب إلى
داخل الأعضاء والأجسام لتعالجها بصمت.
كما تلفت إلى أهمية الحالة
النفسية للإنسان وتطوّر الأمراض وعلاجها، فمن خلال اللجوء إلى تكنولوجيا
الكوانتوم (الكمومية)، تثبتت أن “الوعي يخلق ويؤثر في المادة”.
تعمل
لورين مارسيل جريج مع الأطباء لتكييف العلاجات والأدوية مع التوجهات
العلمية الجديدة، ناصحةً باللجوء إلى علوم الأحياء الجزئية والخلايا
الجذعية. كما تنصح الكفاءات اللبنانية إجراء بحوث معمقة والاستفادة من
مؤهلاتنا العلمية لأن “لبنان يحتل المركز الرابع على صعيد العالم في مجال
المواد العلمية”.
المصدر : العربية