المسافة من بيروت: ١٠٦ كلم

الإرتفاع عن سطح البحر: ٧٩٠ م

المساحة : 1116 هكتار – 11،16 كلم ²

تعريف:
تصل إليها عن طريق:
زغرتا – كفرحاتا – إيعال – مزيارة
أميون – كفرصارون – كفرعقا – بصرما – بشنّين – بسبعل – جديدة زغرتا – إيعال – مزيارة
إهدن – إجبع – بسلوقيت – تولا – البحيري – حرف مزيارة – مزيارة

تاريخها:

كانت “مزيارة” القديمة عبارة عن غابة كثيفة ، ملتفّة الأشجار، لم تُؤهل إلاّ في القرن السابع عشر، لمّا ارتحل من “بكفيا” ، “نعمة الله نعمة”، الأصل الجامع لعائلات مزيارة الأصيلة.

بعد وصول “نعمة الله نعمة” إلى الشمال، سكن، أوّل ما سكن، “عربة قزحيا” وخلّف فيها ونما. ثم انتقلت عائلته إلى “سرعل” ومنها إلى “إجبع”، التي لم يطل المقام فيها، فانتقلت إلى “مزرعة” صغيرة قرب بلدة “سبعل” وكان اسم المزرعة “ريشتعموت” ( كلمة سريانيّة معناها : رأس الطعم أو رأس اللذّة . وقد عُرفت تلك المزرعة بلذّة فاكهتها ) ، وفيها صار أولاد “نعمة الله نعمة” أربعة:

يونس: أصل عائلة “يونس”، و “بشاره”.

عبد الله: أصل بيت “وهبه”، و “الفاضي”، “طنوس” و “سليمان”.

يوسف: أصل بيت “الخوري”، و “رعد”، و “أبي راشد”.

عبد الأحد: أصل بيت “عبد الأحد” المعروفين ب “بيت الشدياق”.

يقول المؤرّخ بطرس بشارة كرم ، في كتابه “قلائد المرجان في تاريخ شمالي لبنان”:

”وفي ريشتعموت، بقيت عائلة نعمة الله نعمة حوالى سبعين عاماً لم تنمُ ولم تتفرّع.

تقضي الشتاء والربيع والخريف في “المزرعة” وتنتقل صيفاً إلى “إجبع” حيث اشترت الجبل المعروف ب “جبل مار جرجس”، وعلى ذلك “الجبل” بنوا ” كنيسة مار جرجس” وتطلب عائلة نعمة الله نعمة من حكّام “جبّة بشرّي”، وكانوا من الشيعة، أن يمكّنوها من السكن في “حميص”، الضيعة الأثريّة، وفي الغابة التي تجاور “حميص” والتي صار اسمها مزيارة”.

وكان لأبناء نعمة الله نعمة ما طلبوا من حكّام “جبّة بشرّي”، فانتقل “يونس” وأهل بيته إلى حميص، بينما “يوسف” وأخواه “عبد الله” و “عبد الأحد” وأبناؤهم فضّلوا “الغابة” التي أعجبهم موقعها ومناخها، فكان “يوسف” بن نعمة الله نعمة هو واضع الحجر الأساسيّ الأوّل في عمران “مزيارة” ، كما يؤكّد المؤرّخون.

وفي هذه الأثناء، في أيام الأمير يوسف الشّهابي، جرت “المساحة اللبنانيّة” فاختار الأمير يوسف “آل كرم” في زغرتا، و “آل عيسى الخوري” في بشرّي، ووهبهم مزيارة وجوارها ( الأمير يوسف الشّهابي حكم من العام 1770 إلى العام 1789 ).

ومن المؤرخّين والمعمّرين، في مزيارة وجوارها، نعلم أنّ يوسف بن نعمة الله نعمة خلّف أولاداً، كان كبيرهم يوسف نعمة الذي صار كاهناً عُرف باسم “الخوري الياس” وخلّف ابناً دعاه يوسف فعرف هذا الابن باسم “يوسف الياس الخوري”:

“يوسف الياس الخوري”، هذا، “كان هو الضيعة” كما يؤكّد “المعمّرون المزياريّون”. وقد خلّف سبعة بنين وخمس بنات، كبيرهم “حنّا” المعروف ب “حنّا يوسف”. فكان هناك قول شائع في مزيارة، هو: “مثل أولاد أم حنّا”، يطلق على التجمّعات الموحّدة الكلمة، كأبناء يوسف الياس الخوري، “أبو حنّا”.

“أهل مزيارة” في ذلك الزمان، ما عدا يوسف الياس، كانوا “شركاء” عند “آل كرم” و “آل عيسى الخوري”، فكان على هؤلاء الشركاء أن يؤدّوا، كلّ عام، مئة أوقيّة حرير من موسم مزيارة، ونصف قنطار من الدخان، كما جاء في موسوعة المدن والقرى اللبنانيّة:

“إعرف لبنان”، لعفيف بطرس مرهج، هذا فضلاً عمّا كان عليهم أن يؤدّوا من مواسم الحبوب والكروم. ولعلّ هذا ما جعل يوسف الياس الخوري يحثّ الأهالي على “الثورة”، فكان خلاف حادّ بين “أهالي مزيارة” و “مشايخ أل عيسى الخوري”، و “صدر حكم غيابيّ يقضي بملكيّة الأراضي للمشايخ”، كما جاء في جريدة “البشير”، تاريخ 1 تمّوز 1913 . فاعترض الأهالي على الحكم، بهمّة يوسف يونس ( جدّ الأديب المزياريّ يوسف يونس ). “وكانت المسؤوليّة الأولى التي حملها الخوري يوسف يونس، على عاتقه، هي تحرير مزيارة، فكان ينتعل “سرماية كحف” ويشعل لفافته ويذهب إلى “البترون” سيراً، وأخيراً ذهب إلى الشام وقابل الوالي هناك، وقدّم إليه “عرضحال” وربح الدعوى، وخلّص البلدة من الإقطاع، فسجّلها على أسماء ملاّكيها من الفلاحين “( كما جاء في كتاب “يوسف يونس، حياته وآثاره” ، لميخائيل مسعود ).

ولكنّ الفلاّحين لم يكونوا قادرين على دفع ما ترتّب عليهم من مبالغ ماليّة، بدل تملّكهم أرض مزيارة التي كانوا فيه، فدفعوا المبالغ المطلوبة كلّها، وسجّلوا كلّ أرض باسم مالكيها، الشركاء سابقاً، مكتفين بصكوك وقّعها كلّ من هؤلاء الذين صاروا حقّاً مالكين.

ويومها بدأت هجرة المزياريّين إلى “البرازيل” فسافر سبعون مزياريّاً، سعياً إلى دفع قيمة الصكوك التي وقّعوها. أمّا يوسف الياس الخوري، “أبو حنّا”، فظلّ في مزيارة، ومعه أبناؤه، يمارس “تشغيل عقاراته وأمواله” فيستدين من متموّلي طرابلس ويُدين “آغوات الضنّية”، إلى أن جاء وقت عجز فيه “الآغوات” عن تسديد الديون نقداً فسدّدوها أرضاً وعقارات. ومن العقارات التي سدّدها “الآغوات” مزرعة “بشنّاتا”، اشتراها أسعد بك كرم، الزعيم الزغرتاويّ، واشتراها منه المزياريّون فصارت مصيفاً لهم. ومن “بلّوط سنديان بشنّاتا” فرض يوسف الياس الخوري على كلّ مزياريّ أن يملأ جراباً ويزرعه حول مزيارة، وعيّن يوم الأحد من كلّ موسم” عيداً لزرع البلّوط حول مزيارة”. ومن تلك “الأعياد”، أحاطت مزيارة غابات السنديان. وبدأ المغتربون المزياريّون يجنون ثمار اغترابهم، فعادت أفكارهم وقلوبهم إلى مزيارة التي كانت مزرعة وكانوا فيها شركاء عاملين، همّهم الأوّل أن يؤدّوا “ما يتوجّب عليهم من ثمار مواسم كلّ عام”.

______________________________

بلداتنا

error: Content is protected !!