مزار القديسة رفقا دير مار سمعان – أيطو

يعود تاريخ بناء الدير الى القرن السادس.

تحوي مكتبة هذا الدير أقدم مخطوط ماروني لحياة القديس أنطونيوس الكبير أبي الرهبان ويعود تاريخ النسخة الى سنة 1533م.

تسلمته الرهبانية اللبنانية المارونية في 10 كانون الأول سنة 1863م.

دخلت القديسة رفقا الدير سنة 1871 الذي عاشت فيه ما يقارب الـ 26 سنة أمضتها بالصلاة وآلام المرض الذي عانت منه وواجهته بمحبة المؤمن وتفانيه فأضحت بقداستها علامة الدير الفارقة.

 

ميّزات المكان: على تلَّةٍ مطِلَّةٍ على البحر الأبيض المتوسِّط، ومشرِفةٍ على مناطِقَ زغرتا والكورة وشكَّا وطرابلس وعكَّار وبشرِّي، يقعُ ديرُ مار سمعان القرن للرَّاهبات اللبنانيَّات المارونيَّات، محتضِنًا في ربوعِه مزار القدِّيسة رفقا والدير القديمَ الذي عاشت فيهِ مدَّةَ ستٍّ وعشرينَ سنةً. فإعلانُ رفقا طوباويَّةً في 17 تشرين الثاني 1985، ومن ثمَّ قدِّيسةً في 10 حزيران 2001، شكَّل حدثًا بالِغَ الأهميَّة تحوَّل على إثرِهِ دير مارسمعان إلى محجٍّ وطنيٍّ وعالمي، يؤمُّهُ عشراتُ آلافِ المصلِّينَ والزائِرينَ سنويُّا، للصَّلاة والتبرُّك.
يحدُّ الديرَ شرقُا جبلُ قرنِ أيطو، وشمالاً بلدة أيطو، وغربًا أطلالُ قريةِ أذنيتَ الأثريَّة، وجنوبًا عربة قزحيَّا. وهو يعلو 1150 م عن سطحِ البحرِ ويبعُدُ عن العاصِمة بيروت 113 كلم. كما يمكنُ الوصولُ إليهِ عبرَ سلوكِ طريقِ بيروت، طرابلس، زغرتا، أيطو ؛ أو طريق بيروت، شكَّا، أميون، طورزا، إجبع، أيطو ؛ أو كذلك طريق بيروت، شكَّا، كفرحزير، عابا، زغرتا فأيطو.
كلَّما اقتربَ الزائِرُ مجتازًا بلدة أيطو صعودًا نحوَ الدير، يشعرُ برهبةِ وقدسيَّةِ المكان. ففي كنفِ طبيعةٍ خلاَّبةٍ، يبرزُ الديرُ لؤلؤةً بديعةً، تزدانُ ألقًا بالمزارِ الذي تتمازجُ فيهِ ابتِهالاتُ المؤمنينَ مع صدى تضرُّعاتِ رفقا،والصَّلوات المتعاليَةِ من وادي القدِّيسين.ودير مار سمعان الحاليّ هو القسمُ الحديثُ من الموقٍع، يعود تاريخُ بناءِهإلى العام 1901، وتسكنُهُ الرَّاهِبات؛ وقد تمَّ ترميمُ هذا الدير وإضافةِ غرفٍ عليه في السنواتِ العشرةِ المنصرِمة. أمَّا الدير الذي عاشت فيهِ رفقا من سنة 1871 إلى سنة 1897، فهوَ ديرٌ قديمٌ يقعُ من الجهة الشماليَّةِ الشرقيَّةِ للدير، ويضمُّ آثارًا متبقِّية من كنيسةِ مار سمعان، إضافةً إلى كنيسةِ مار شلِّيطا. وقد تمَّ ترميمُه وإضافةِ بناءٍ عليهِ ليتحوَّلَ بعدَ ذلِكَ إلى مزارٍ وكنيسةٍ خاشِعةٍ على اسمِ القديسة رفقاتحتوي علىصورِ لها وذخيرةٍ مقدَّسةٍ من ذخائرِها. وفي الباحةِ الخارجيَّةِ للمزار، نصبُ تمثالٍ حجريٍّ للقديسة يرنو إليهِ تمثالٌ شاهِقٌ لمار سمعان يعلو على الصخرةٍ المقابِلة للكنيسة ويشرِفُ على مجموعةٍ قلَّاياتٍ عتيقة تحتوي لوحاتٍ زيتيَّةٍ قديمةٍ، وأوانيَ كنسيَّةٍ من أيَّامِ رفقا، وأدواتٍ يدويَّة كانت تستخدٍمها، إضافةً إلى منحوتةٍ رخاميَّةٍ لرفقا على سريرِ الألم. وقد خُصِّصت غرفةٌ جانبيَّةٌ للتذكاراتٍ والمنتوجاتٍ الديريَّةٍ.
لا يمكِنُ لزائرٍ أن يؤمَّ هذا المكان، دون أن يجِدَ نفسَهُ مشدودًا إلى العبادةِ الخاشِعة. فإن تأمّلَ في رفقا وحياتِها، لا يسعُه سوى أن يشعرَبها أختًا له، حملت صليبَها بحب وحنان وفرح، دونَ أن تيأس يومًا، بل كان رجاؤها في الله كاملاً، واستطاعت أن تفوز بإكليل القداسة. وهي بالتالي قادرةٌ أن تتفهَّمَ همومَهُ وأحزانَهُ وأمراضَهُ وآلامَهُ، فيتّخذُها شفيعةً له أمام الله، هيَ التي حملَت مع المسيح آلامَنا، وصارتْ مشهدًا للملائكةِ وللبشر.
الإحتفالات و الأنشطة الدينية :يفتح المزار أبوابه من السّاعة الثامنة صباحًا حتى الثامنة مساءً (صيفًا) والخامسةبعدَ الظهر (شتاءً)، وتتواجد فيه الرّاهبات بصورةٍ دائمة. تُقام في الدير الصّلوات اليوميّة: صلاة الصّباح عند السّاعة السّابعة، وصلاة المساء والقدّاس عندالرَّابعةِ والنصف صيفًا والثالثةِ والنصف شتاءً.
نقلاً عن موقع البطريركية

ايطو

error: Content is protected !!