شُيّد بيت يوسف بك كرم عام 1777 حيث كان يستضيف الأمراء وكبار المسؤولين. تداعى قسم من هذا البيت على مر الزمن، الى أن بدأ السيد محسن الطبيش عام 2011، بعد شرائه، بترميمه ومن ثم تحويله الى متحف لبطل لبنان يوسف بك كرم، كما تم تسجيله في لائحة الجرد العام للأبنية التراثية.
تم اعادة افتتاحه بعد الترميم سنة 2013 برعاية وزير الثقافة غابي ليون.
يتألف المتحف من ثلاث طبقات من العقد الحجري القديم، وله عدة مداخل ومخارج كان كرم يستعملها لتضليل العثمانيين. أما المقتنيات فقد جمعها السيد محسن الطبيش على مدى 35 عامًا تقريبًا جال خلالها في المناطق اللبنانية، وكانت حصيلتها مجموعة كبيرة من المخطوطات والكتب والصور وعدد من البنادق والسيوف التي كانت لكرم ورجاله.
في الطابق الأرضي الذي كان ينطلق منه العسكر في مهماته، باب كبير مزخرف ومقعدان من الحجر لجلوس الحرّاس، وفي الداخل أقبية لسكن الخدم وإصطبل الخيل وبيت المونة والمطبخ مع كل الأواني التي كانت تُستعمل في تلك الفترة (حلّة الطبخ تتسع لحوالى 500 كلغ، فرن محمول، محمصة البن، جرن الكبّة ومدقة مطعّمة بالعاج). وفيه أيضًا أدوات تراثية، عدة الخيل، أوانٍ مصادرة من الأتراك (أدوات التعذيب ومن بينها: مقصّ لقطع الأصابع، وآخر لقطع اللسان…)، تمثال السيدة العذراء الذي كان يحمله دائمًا في جيبه، مجموعة من مسابح المرجان الأحمر عائدة له ولشقيقته، خزنة مرقمة عمرها 250 سنة، مجموعة خناجر لرجاله، برميل البارود الذي كان يُستعمل لدكّ السلاح القديم، مجموعة من الأدوات لخدمة المنزل (مكاوي الفحم، قبّان القمح، قفل الباب ومفتاحه…) وبعض الأواني التي كانت تشتهر بها منطقة زغرتا. ومجموعة من الفوانيس مصنوعة من الفخار تضاء بواسطة الزيت، وساعات جيب من الذهب، وقداحات يدوية صنع زغرتا، وكتب صلاة، وغيرها…
الطابق الأول، وهو مؤلّف من دار وغرف للسكن وفيه مكتب يوسف بك والعديد من مقتنياته: أحد سيوفه العربية، سيوف تعود لرجاله، خشبة من عود الصليب، تلفكس قديم لإرسال الرسائل. في الطابق نفسه أيضًا، غرفة نوم والديه وقد عُلّق على جدرانها عدد من الصور لأبطالٍ حاربوا إلى جانب يوسف بك كرم ومن بينهم أجداد محسن الطبيش. على أحد الجدران عُلّقت مسبحة مطعّمة بالفضة ومشغولة يدويًا هي هدية من مفتي طرابلس «للبيك» بعد انتصاره في معركة بنشعي، وتُعتبر أكبر مسبحة في الشرق الأوسط. كما نجد آلة الخياطة العائدة لوالدته مع صورة لها وصور تعود إلى طفولة يوسف بك كرم. في زاوية أخرى، مركع الصلاة الخاص به، مخطوطات بخط يده، آلة تصوير قديمة كانت ترافق رجاله في الحملات والمعارك، ووثيقة مهمة من جبّة بشري تجيز له أن ينطق باسمها، ما يدل على الإجماع حول شخصه.
عبر سلالم حجرية، نصعد من داخل الطابق الأول إلى الطابق الأخير حيث غرفة نوم «البيك» وسريره وخزانته وبعض من أغراضه الشخصية، ومنها نخرج إلى السطيحة حيث كان يستقبل ضيوفه من الأمراء والملوك، والتي تطلّ على كنيسة السيدة الأثرية في زغرتا.
الدخول مجاني. للاتصال بالمتحف: 0096176661571