– ما هي النصيحة التي تقدمها للمرأة التي تبحث عن طبيب نسائي؟
للأسف، المرأة العربية فقدت الكثير من الثقة في طبيبها، ولها الحق في كثير من الأحيان في ظلّ عدم تمكينها. يجب تمكين المرأة، وهذا يتم عن طريق فهمها للحالة التي لديها حتى تستطيع أن تحدد خياراتها العلاجية وتكون شريكة فعلية في علاجها. لا يجب أن تسلّم برأي الطبيب من دون أن تفهم علّتها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون على وعي بالأعراض التي قد تسببها الأدوية لأنها قد تظن أنّ الصداع الذي يطرأ عليها مثلاً هو نتيجة حالة جديدة بينما هو مجرد عارض.
– ما هي رؤيتك لمستقبل الطب في الشرق الأوسط؟
لدينا فريقان من الدول. الفريق الأول غني ولديه المال لشراء أحدث المعدات وبناء أكبر المستشفيات، لكن قلّما نجد أطباء من نفس البلد بإمكانهم استخدام هذه المعدات وتشغيل هذه المستشفيات. الفريق الثاني من الدول الفقيرة مشغول بقضية البقاء والحفاظ على الأمن والاستقرار والقضاء على الجوع. لذلك لا يحظى الطب بالاهتمام الكافي. نحن كأطباء مسؤولين، علينا أن نستمر في الضغط لجعل الصحة والطب من أهم الأولويات. هناك أيضاً قلة التوعية الصحية وإهمال الصحة الشخصية. لذلك تجد نسبة التدخين عالية جداً أو تجد امرأة تعاني من نزيف مزمن وتظنه أمراً طبيعياً.
– هل تتعاون مع منظمات صحية في الشرق الأوسط أو نقابات طبية؟
لديّ تعاون مع أطباء عرب على صعيد شخصي، وليس رسمياً. أتمنى بالفعل أن يكون لي تعاون على شكل رسمي وموسع مع منظمات وهيئات لخدمة مرضانا في العالم العربي.
– ما رأيك بالنجاح في الولايات المتحدة وهل يختلف عن النجاح في الوطن العربي؟
العالم العربي يمنحك المقومات النفسية المطلوبة للوصول إلى النجاح مثل العزيمة والطموح والمثابرة، لكن لا يمنحك مقومات الانطلاق. أما الولايات المتحدة فتمنحك منبراً لتنطلق عالمياً بحكم مجهودك، وتمنحك الفرصة لكي تنجح وتنطلق حتى على الصعيد الدولي. لا توجد هنا وساطات، وبإمكان أيّ شخص أن يصل بجدارته إلى أهدافه.
– ما هي أحلامك الشخصية وطموحاتك المهنية؟
أحلامي الشخصية بسيطة. أريد أن يكبر أولادي بذات القيم التي تربيت عليها في بلدي الأصلي لبنان. أريدهم أن يبقوا على تواصل مع وطنهم ولا ينسوا من أين أتينا وما هي هويتنا وثقافتنا العربية. أريد أن أترك تركة تلهم الآخرين. نعم، أريد أن أستمر في النجاح والتقدم المهني، لكنّي حقاً أريد أن أمنح الآخرين الأمل وأن ألهمهم لاكتشاف قدراتهم في الوصول إلى أحلامهم. كذلك، أحلم أن أعود إلى لبنان، وأصنع شيئاً لشكره. لن أستطيع أبداً رد الجميل إلى هذا البلد العظيم، فعطاء الأوطان مثل عطاء الأم، ليس بإمكانك أبداً أن تجازيها تماماً، لكن بإمكاننا أن نحاول ولو بشكل رمزي.
سيرة
الدكتور غابي معوض، من مواليد زغرتا، شمال لبنان عام 1976. خريج الجامعة اللبنانية ـ كلية الطب عام 2002. بعدها تخصص بالجراحة النسائية والتوليد في جامعة البلمند (لبنان). انتقل عام 2007 إلى الولايات المتحدة حيث تخصص في الجراحة النسائية المتقدمة بالمناظير والروبوت. هو أستاذ مساعد ورئيس لقسم جراحة الروبوت في “جامعة جورج واشنطن”. له العديد من الأبحاث الطبية. وتلقى عدة جوائز منها جائزة جمعية طب التوليد والنساء.