رواية منيرة أبوزيد من بين الروايات العشرة المرشحة لجائزة أدالف فرنسا

صدرت رواية “العودة الى سفر التكوين” باللغة الفرنسية للكاتبة اللبنانية منيرة أبي زيد. وتم اختيار الرواية من بين الروايات العشرة المرشحة لجائزة أدالف فرنسا-لبنان. وسيتم توقيع الرواية في 9 تشرين الثاني تشرين الثاني الجاري الساعة الرابعة بعد الظهر في معرض الكتاب الفرنكفوني-البيال في بيروت.

رواية “العودة الى سفر التكوين”

“كانوا يعلمون أنهم لن يجدوا القرآن، ولكنهم كانوا سعداء بالتسكع معاً في العتمة الغامضة وهم يثرثرون حول وجود ممكن لإلهٍ ما في مكان ما. كانوا يضحكون من كل قلبهم وهم يتحاورون. لم يكن خضار الغابة الأسود ليلاً يدلي بأية إجابة”. إنها قصة العودة الى الأصول إثر انهيار التجربة الشيوعية التي تسردها الكاتبة الفرنكوفونية منيرة أبي زيد في روايتها “العودة الى سفر التكوين” Le retour à la genèse الصادرة عن دار الفارابي عام 2017.

تعرض الكاتبة مجموعة من الشخصيات اليسارية التي تتأرجح بين الضياع، والإبداع، والخيبة. فالبعض من هذه الشخصيات يختار الجمال المقدس ملجأً، أما البعض الآخر فيغوص في عالم الإستهلاك المادي. تطرح الرواية مسائل التحول والثبات في ظل المتغيرات الكبرى التي عصفت بأواخر القرن العشرين. كما أنها تقدّم لأجواء القرن الواحد والعشرين الذي طغى خلاله التدين بدل الآيديولوجيا.

أين هو ألبير؟ تساءل رواد مقهى “أبو خالد” اليساريون الذين اعتادوا رؤية نفس الوجوه كل يوم. ما عاد ألبير يأتي كعادته الى المقهى بعد أن عاش خيبة إنهيار الاتحاد السوفياتي، ومأساة وفاة زوجته سلوى المفاجئ. ماتت زوجته بعد أن كانت على وشك تحقيق حلمها في أن تكون راقصة، وهي التي كانت تؤمن بإمكانية بلوغ الخلود من خلال الفن. بعد تلقّيه كل هذه الصدمات، نأى ألبير بنفسه في كوخ جبلي حيث غاص في عالم الروحانيات في حضن الطبيعة الرائعة. وأجمل المشاهد التي تماهى معها هي غياب الشمس التي رمزت له الى موت الآيديولوجيا، وموت الحب من خلال موت النهار، واندثار نوره في الأفق.

في هذه الأثناء، بقي أولاد ألبير الثلاثة صوفي، مارسيل وجان في المدينة، فجسدوا مع رواد المقهى نماذج لليساريين الضائعين الذين يبحثون عن معنى لحياتهم. اختار ابنه مارسيل الفن الديني للتعبير عن أزمته، فقام برسم حواء في لوحتين. في اللوحة الأولى، تظهر حواء حرة قبل قضمها التفاحة، أما في الثانية فتظهر مذنبة بعد أن عصت أوامر الله. هكذا، تطرح الرواية مسألة التفاعل بين المرأة والدين، خاصة من خلال شخصية يسرا التي رفض رياض الزواج منها لأنها ليست عذراء.

أما إبن ألبير جان فيقع في غرام ليز، وينجذبان الى دنيا الأعمال، فيغرقان معاً في عالم البورجوازية والإستهلاك المادي. الإبنة صوفي لا تتغير كثيراً برغم المأساة التي حلّت بالعائلة، بل تحافظ على شخصيتها وكيانها، وتعيش قصة حب مع أنور. سليم، أحد رواد المقهى الذي يعاني من الوحدة، يلجأ الى الأسلمة. وأناستازيا، التي كانت تعاني من عدم القدرة على إنجاب الأطفال تبحث عن ألبير، وتجده في كوخه الجبلي. يعيشان معاً تجربة روحانية عميقة من خلال تجوالهما في الجبال. يعود ألبير أخيراً الى المدينة حيث تنتظره الصدمة الكبرى، فقد تمّ إغلاق مقهى “أبو خالد”.

تم اختيار الرواية من بين الروايات العشرة المرشحة لجائزة أدالف فرنسا-لبنان. وسيتم توقيع رواية “العودة الى سفر التكوين” في 9 تشرين الثاني الساعة الرابعة في معرض الكتاب الفرنكفوني-البيال.

error: Content is protected !!