بلغني مؤخراً أن أحد كاتبي كاركتير “سايد الزغرتاوي” حين علم بمواجهة لصاحب الشخصية معي أحتج وأحتد وقال: “لن يحضر ايلي الراعي اذا كان كاتب هذه السطور في الاستديو لانه حرك الشارع ضدنا “.
تحريك الشارع “شرف لا أدعيه” خصوصاً أنني أعيش في زغرتا التي تحركنا ولا يستطيع كائن من كان تحريكها .
محبة زغرتا لا يختزلها أعلامي أو سياسي أو جمهور وناسها حين ينقمون وينتفضون بالحبر والعظة والخطاب والمقالة والتصريح يكون ذلك عبر المنابر والحناجر وليس في الشوارع والازقة والارصفة .
ليست المرة الاولى التي يحاول ولي أمر هذا الكاركتير المقزز تصوير الاحتجاج على “سايد الزغرتاوي” كأنه مساجلة بينهم وبين أعلامي أحتضنهم في مقالاته وأستقبلهم في برامجه حتى ان المقلد الراعي كان في حلقة “خود خبارن من نسوانن” الاولى والتي كانت ضيفتها السيدة رندا نبيه بري وكان في سنته التمثيلية الاولى .
لقد مضت حلقة “العين بالعين” مع الاعلامي القدير طوني خليفة عبر “الجديد” وظهر فيها مدافعاً راقياً الكاتب السياسي سركيس أبو زيد الذي وضع النقاط اللازمة على الاحرف وبناء على تمسك الاخوة الاعزاء بهذا الكاركتير الوهمي يهمنا توضيح الاتي لمرة أخيرة :
١- لست الوكيل الاعلامي الحصري عن أهل زغرتا – الزاوية التي يتحول كل مواطن فيها ليس الى قانوني بل الى نقابة محامين للدفاع والاندفاع ان لزم الامر .
٢- حاول أحد كتاب هذا الكاركتير أن يوهم الناس من منبر سيرة وأنفتحت مع العزيز زافين أن السجال حول سايد الزغرتاوي ليس لسبب غير “عونيته” وهذا يترجم الدس السياسي لان سايد الزغرتاوي ينكره وينبذه ويشمئز منه العوني والقومي والقواتي والكتائبي في قضاء زغرتا – الزاوية كما ينفر منه ويشجبه المردة وحركة الاستقلال وسائر العائلات الاخرى .
٣- أن ما زاد نقمة المجتمع الاهلي على هذا الكاركتير هو النمط التهكمي التهريجي والذي يتحول الى نكتة سمجة تطلق في الجامعات والوظائف كلما أراد أحدهم النيل من طالب أو موظف زغرتاوي .
٤-زغرتا – الزاوية بقادتها وكهنتها وجمعياتها وأهلها يعشقون الكاريكاتور من أيام شيخ الكاريكاتوريين بيار صادق الى مسرحي شوشو ووسيم طبارة، واسكتشاتهم الظريفة واللاذعة التي طالت شخصيات زغرتاوية وصولاً الى ما قدمه الفنان فيلمون وهبة في اطار المونولوج ايضاً وصولاً الى اليوم مع الكاتب شربل خليل والكوميدي اللامع جان بو جدعون ثم فريق “قربت تنحل” وفي كل ذلك كان أهل التقليد يحصدون التكريمات من الشخصيات المستهدفة بتقليدهم على طريقة “ان بدك تقلد قلد الكبير تا يحرز التعيير”.
٥ – نصح مرة مدير اذاعة صوت الغد وديع أبو جودة أحد كاتبي كاركتير “سايد الزغرتاوي” أثناء قيامه بوشاية على كاتب هذه السطور لانه أنتفض لجعل الزغرتاوي نموذجاً للاجرام والقتل واطلاق النار فقال له: “ولماذا لا تجعلوا من سايد شخصية القبضاي الزغرتي العنفواني؟”.
٦- ان أكثر ما يستفز أهل زغرتا بكاركتير سايد جعله وتصويره كأنه من أعضاء جبهة النصرة أو داعشي يقتل زوجته ان ألقت عليه التحية وجاره ان لم يكترث له وأبنه اذا طلب منه نقوداً ويزين شجرة الميلاد بالمسدسات والبنادق .
٧- في محصلة جرائم تعنيف النساء وجرائم الشرف والقتل في لبنان ورد أنه في زغرتا – الزاوية لم تسجل في العشرين سنة الاخيرة أية حادثة تذكر .
٨ – أن رئيس مجلس ادارة الـLBCI الشيخ بيار الضاهر وهو من أبرز مدراء التلفزيون في العالم هو من بلدة “عرجس” الزغرتاوية وليس في محيطه وشجرة عائلته مثل هذا الكاركتير الوهمي .
١٠ – لا شك أن ايلي الراعي يمتلك موهبة جيدة وان كان لا يجيد اللكنة الزغرتاوية بسريانيتها الطاغية وهو يشكل حالة من حالات “ناقل الكفر ليس بكافر” ولذا لا يلزمه أعطاء تبريرات كلما أطل على التلفزيون ليقول: “أنا من بلدة الغابات بلدة ريما سليمان فرنجية… لو خيرت من اية منطقة سأكون لاخترت زغرتا”.
زغرتا – الزاوية لا تهوى التجنيس ولا يستهويها تمسيح الجوخ ولو سألت سايد العنفواني لو لم تكن من زغرتا من أية منطقة ترغب أن تكون لاجابك: من زغرتا .
١١- ايلي الراعي موهبة في الكوميديا يلزمها أقلام تحبك وتكتب وتخترع مثل أنطوان غندور أو جورج خباز او مارك قديح أو …
١٢- أخيراً، في منزل أحد كتاب كاركتير سايد الزغرتاوي نسيبة هي المخرجة انجي عاقلة جمال وهي ليست حتماً شقيقة أو أبنة أو قريبة لشخص يشبه هذا الكاركتير التجاري والتهريجي بأمتياز وكل ذلك مع خالص المحبة والتقدير .
روبير فرنجية
نقلاً عن موقع ليبانون فايلز