البطريرك المكرّم اسطفان الدويهي

ولد في إهدن (لبنان)، في 2 آب 1630. تلقى تعليمه في روما حيث كان قد شفي بأعجوبة من العمى. حصل على الدكتوراه في اللاهوت والفلسفة

ولادته ونشأته (1630- 1641)
ولد إسطفان الدويهي في إهدن في عيد القديس إسطفانوس، أوّل الشهداء، من أبوين يتّقيان الله، هما: الشدياق مخايل الدويهي، والحاجة مريم الدويهي. وكان له شقيق واحد يدعى موسى. قبل سرّ العماد المقدّس، في كنيسة مار ماما – إهدن، في 10 آب

نشأته:
1633- توفي والده، وهو ما يزال في الثالثة من عمره. أرسلته والدته إلى مدرسة القرية ليتعلّم مبادئ اللغتين السريانية والعربية، وليتربّى على أصول الإيمان والأخلاق وممارسة الطقوس البيعيّة. ومنذ نعومة أظفاره ظهرت عليه علامات التفوّق في العلم، وبشائر التقوى والغيرة على بيت الربّ

دعوته:
1641- دخل سلك الإكليروس. وقبيل ذهابه إلى رومة إقتبل رتبة قصّ الشعر، رمز الكفر بالعالم واتباع المسيح والتكرّس لخدمته

إسطفان التلميذ (1641-1655):
حزيران 1641. وصل إلى رومة، وكان في الحادية عشرة، بعد أن قدّمه نسيبه المطران الياس الإهدني إلى البطريرك جرجس عميرة (بطريرك 1633-1644)، فأرسله هذا الأخير إلى المدرسة المارونيّة التي أسّسها البابا غريغوريوس الثالث عشر سنة 1584.
رافق إسطفان في سفره: القس سمعان التولاني، والشماس فتيان الحصروني، ويوسف الرامي، وشقيقه بطرس الرامي. فقبلهم الأب ترويلس بسكويتوس اليسوعيّ رئيس المدرسة. إنكبّ إسطفان على الدرس والصلاة، فتفوّق على أقرانه، حتى قيل فيه إنّه كان “على شبه النسر الذي يفوق كلّ الطيور بالطيران” وكان “يلالي بين أولاد المدارس كالشمس بين الكواكب”

إسطفان يستعيد نور عينيه بشفاعة العذراء مريم:
1648- بعد أن أتقن إسطفان اللغات:اللاتينيّة واليونانيّة والعبريّة، وبرع في المنطق والرياضيّات والفصاحة، ونبغ في الفلسفة فقد نور عينيه من كثرة الدرس والمطالعة والبحث، واصلاً الليل بالنهار، مجتهدًا في التحصيل داخل المدرسة وخارجها. وخلال عماه كان يطلب إلى أحد رفاقه أن يتلو عليه ما فاته من الدروس. وإذ علم بأنّ رئيس المدرسة قد صمّم على إيقافه عن متابعة دروسه، وإرجاعه إلى جبل لبنان، حزن حزنًا شديدًا. فما كان منه إلاّ أن لجأ إلى الكنيسة، طالبًا شفاعة أمّه العذراء، حتّى عاد إليه البصر بأعجوبة

شهادة الملفنة في اللاهوت:
1655- أنهى دروسه اللاهوتيّة، وحاز في أوائل هذه السنة على شهادة الملفنة في اللاهوت بنتيجة أطروحة حملت عنوان “محاورة لاهوتيّة”، وأهداها إلى البطريرك يوحنا الصفراوي (بطريرك 1648-1656) بصفته رئيس شرف لها
كانت لمجادلات إسطفان الفلسفيّة واللاهوتيّة الأصداء الكبيرة في الأوساط الرومانيّة حتى “أن الرومانيين كانوا يتناقلون أخبارها كما يتناقلون أخبار حفلات الأعياد التي تصير في معابدهم”

عودة الدويهي من رومة إلى جبل لبنان:
1655- تأخّر إسطفان بالعودة إلى جبل لبنان بسبب قلّة المسافرين. فانكبّ على البحث والتنقيب في مكتبات رومة ومدارسها عن كلّ ما اتصل بتاريخ كنيسته وبلاده. فنسخ المعلومات التي اتّصلت إليه ليستعين بها في تصنيف تواريخ الموارنة في ما بعد قبل عودته إلى جبل لبنان إقتبل إسطفان الدرجات الصغرى في رومة: المرتّل، والقارئ، والشدياق.
3 نيسان. رغم إصرار معارفه من آباء المجمع المقدّس، والآباء اليسوعيّين، وأحد أشراف رومة بالبقاء في الغرب بصفة أستاذ للفلسفة واللاهوت في الجامعات، أصرّ إسطفان على العودة إلى بلاده ليخدم كنيسته وشعبه بما حصّل من العلوم

رسم كاهنًا في 25 آذار 1656، ثمّ مطرانًا في 8 تموز 1668. وانتخب بطريرك الكنيسة المارونية في 20 أيار سنة 1670

إسطفان الكاهن (1656-1668):
1656- 25 آذار. في يوم عيد البشارة، رقّاه البطريرك يوحنّا الصفراوي إلى درجة الكهنوت على مذبح دير مار سركيس وباخوس راس النهر إهدن. فراح يعلّم الأولاد، ويخدم الرعيّة، ويعظ الشعب، ويقيم الرياضات الروحيّة، وينكبّ على البحث والتأليف، فاشتهر بسعة معارفه وعمقها، وببطولة فضائله، وقداسة سيرته
تأسيس مدرسة في مار يعقوب الأحباش – إهدن:
1657- رمّم دير مار يعقوب الأحباش في إهدن، وأقام فيه سالكًا حياة الزهد والنسك والصلاة، وأسّس فيه مدرسة راح يعلّم فيها الأولاد مبادئ السريانيّة والعربيّة، وينشئهم في الإيمان والأخلاق. وكانت المدرسة تضمّ أربعين تلميذًا، اعتنق إثنا عشر من بينهم الكهنوت
الدويهي في حلب للمرّة الأولى:
1658- أوفده البطريرك جرجس البسبعلي (بطريرك 1657- 1670) بصحبة أندراوس أخجيان أسقف سريان حلب العائدين إلى الكنيسة الكاثوليكيّة إلى حلب للمرّة الأولى. فمكث هناك خمسة أشهر يشدّد المطران أخجيان الذي أضحى في ما بعد أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك باسم إغناطيوس أندراوس، ويعظ السريان المتّحدين بالإيمان مع الكرسيّ الرسولي. كما أنّه لم يتوان لحظة عن خدمة الأسرار المقدّسة في كنيسة مار الياس للموارنة وعن إلقاء المواعظ فيها
الدويهي مرسل مجمع إنتشار الإيمان في الشرق:
1658- أوائل الصيف. عاد من حلب إلى جبل لبنان. فتسلّم براءة قبوله في عداد مرسلي مجمع انتشار الإيمان في الشرق. وكان عليه، بموجب هذا الإمتياز، أن يزوّد الكرسيّ الرسولي بتقارير وافية عن نشاطاته لقاء مرتّب سنوي. وبسبب ظلم الأتراك في الشمال، لجأ إلى بلاد كسروان حيث الأمن والسلام في حمى الأمراء الدروز. أقام مع أخيه بالقرب من عينطورة، في جوار الآباء اليسوعيين. وكان يعلّم خمسة عشر تلميذًا العلوم الإنسانيّة والكنسيّة والتعليم المسيحي واللغة السريانيّة. كما أنّه قام بخدمة الرعايا المجاورة في أيام الآحاد والأعياد، واعظًا ومدبّرًا
الدويهي يرفض الأسقفية:
1659- على أثر وفاة مطران إهدن الياس، كتب أهالي إهدن إلى البطريرك جرجس البسبعلي مطالبين بترقية إسطفان إلى درجة الأسقفيّة مكانه. رفض المقام بحجّة أنّه يستحيل عليه متابعة ما يقوم به وهو كاهن في حال أضحى أسقفًا
الدويهي زائر بطريركيّ في الشوف والجنوب
1660- بعد أن قام في جعيتا ما يقارب السنة، كلّفه البطريرك البسبعلي، بصفة زائر بطريركي، بالقيام بجولة على بلاد الشوف، وصيدا، والبقاع، وبلاد بشارة، ومرجعيون، ووادي التيم،ومناطق أخرى مجاورة. كانت هذه المناطق بعيدة عن الكرسي البطريركي. وكانت غالبيّة سكانها من الأتراك والدروز والروم عانت الأقليّة المارونيّة من المتاعب بسبب الخلافات حول مسائل الإيمان كأولويّة رومة، والأصوام وعيد الفصح. تفقّد إسطفان الرعايا المارونيّة، وعمل على حلّ الخلافات الحاصلة فيها. وكان يشرح العقيدة المسيحيّة، ويدعو إلى التوبة. دامت جولته ثلاثة أشهر، قدّم في نهايتها تقريرًا مفصّلاً إلى البطريرك
سرّ البطريرك لنجاح زيارة الدويهي، وطلب منه البقاء بجانبه في قنوبين لأن أقاربه في إهدن، طالبوا به من أجل إقامة مدرسة لأولادهم، فعاد إلى إدارة مدرسة مار يعقوب الأحباش بمساعدة الأب موسى ابن الحاج يوسف أحد الرهبان العبّاد
أثناء هذه السنة تسلّم رسالة من قنصل فرنسا في حلب، فرنسوا بيكيت، يطلب منه التوجّه إلى الهند من أجل تأسيس إرسالية هناك. اعتذر إسطفان لأن الأمر متعلّق بمجمع انتشار الإيمان وبالبطريرك، ولأنّه يجهل اللّغة وعادات البلاد
الدويهي خادم رعيّة أرده:
1661- من تشرين الثاني 1661 لغاية الأحد الجديد 1662 خدم رعيّة أرده والجوار إلى جانب اهتمامه بمدرسة مار يعقوب الأحباش، وبسبب المشقّات والأتعاب تدهورت أحواله الصحيّة
1662- استحصل الأب نقولا اليسوعي على رسالة من البطريرك جرجس البسبعلي يسمح له فيها باصطحاب الدويهي إلى بلاد النصيريّة للقيام بالرسالة هناك، خاصّة وأنّ هذا الأخير كان يجهل لغة البلاد وعاداتها. إستمهل إسطفان البطريرك ريثما تهدأ حالة البلاد، وليرى بعد ذلك ما إذا كان بإمكانه القيام بهذه المهمّة الصعبة
الدويهي في حلب للمرّة الثانية:
1663- رقّاه البطريرك البسبعلي إلى درجة البرديوطيّة
بعد تردّد وممانعة، قبل إسطفان مرغمًا بالذهاب ثانية إلى حلب نزولاً عند رغبة البطريرك البسبعلي، واستجابة لمطالبة أبناء حلب بأن يكون خادمًا لرعيتهم. أمضى الدويهي ستّ سنوات في المدينة: يعظ، ويعلّم، ويدبّر شؤون المؤمنين، حتّى لقّب “بفم الذهب الثاني”. أسّس مدرسة حلب الشهيرة التي عرفت “بالكتّاب الماروني”،وقد ضمّت عشرين تلميذًا؛ وعلّم فيها مبادئ اللّغات السريانيّة والعربيّة والإيطاليّة، ونالت شهرة عظيمة في أيّام المعلّم بطرس التولاوي تلميذ المدرسة المارونيّة في رومة؛ وتخرّج منها نخبة من العلماء ومؤسّسي الرهبانيّات. عمل على ارتداد الكثيرين من اليعاقبة والنساطرة والأرمن وغيرهم إلى الإيمان المستقيم، فتسنّى له بذلك معايشة الطروحات اللاهوتيّة التي تختلف الكاثوليكيّة والأورثوذكسيّة على تفسيرها، مثل: إنبثاق الروح القدس، وسلطة البابا، والمطهر. وعندما واجه البطريرك أخجيان وأتباعه المضايقات الماديّة والمعنويّة بسبب اتحادهم بالكنيسة الكاثوليكيّة، وقف الدويهي إلى جانبهم، وانبرى يدافع عن عقيدة الطبيعتين في المسيح، ضدّ القائلين بالطبيعة الواحدة
كان الهدف من عظات الدويهي وتعليمه مزدوجًا: تثقيف موارنة حلب الذين كان يربو عددهم على ثلاثة آلاف نسمة؛ حمل المسيحييّن غير الكاثوليك على العودة إلى كنيسة رومة، وهذا ما دفعه إلى وضع رتبة قدّاس موحّدة تجمع بين تقاليد بطريركيّات ثلاث: إنطاكية، والإسكندريّة، وأورشليم، وإلى إعداد كتيّب يشرح فيه تعاليم المجمع الخلقيدوني (451). وفي سنة 1665 قام بدورات الوعظ الأربع في كنيسة مار الياس في حلب، وكان يصغي إلى هذه العظات، بالإضافة إلى الموارنة: المرسلون اللاتين، والتجار الأوروبيّون وبخاصّة الفرنسيّون منهم،والروم، والأرمن واليعاقبة، والنساطرة، كما كان يصغي إليها أحيانًا البطريرك أخجيان نفسه، ويطالب وكهنته بالإحتفاظ بها. تدخّل إسطفان لدى مطران حلب جبرائيل البلوزاوي ليأذن للمرسلين اللاتين بالوعظ علنًا أربع مرّات في السنة، وكان يتدخّل بنفسه لتصحيح لغتهم العربيّة أثناء القيام بالوعظ
الدويهي في زيارة الأراضي المقدّسة:
1665- طلب الدويهي العودة إلى جبل لبنان بموجب الإتفاقيّة المطبّقة على تلامذة المدرسة المارونيّة، والقاضية بأن يعمل كلّ هؤلاء التلاميذ مدّة ثلاث سنوات تحت سلطة البطريرك في المكان الذي ينتدبه للعمل فيه: إمّا في جبل لبنان، أو في حلب، أو في قبرص، أو في أماكن أخرى. كاتب إسطفان البطريرك البسبعلي بهذا الشأن، وكذلك مطران حلب المقيم في دير سيّدة طاميش، لكنّ الإجابة تأخّرت بسبب تقلّب الأحداث وخطورة الأوضاع في جبل لبنان. ثمّ كتب إلى مجمع إنتشار الإيمان، فلاقى تفهّمًا لمطلبه.
1668-21أيار. ترك حلب وعاد إلى جبل لبنان، حيث مثل بين يديّ البطريرك، واستأذنه بالذهاب، برفقة والدته وشقيقه موسى، إلى الأراضي المقدّسة
العودة إلى جبل لبنان:
1668 في الصيف. عاد من زيارة الحجّ إلى الأراضي المقدّسة، ووصل إلى طرابلس. فلاقاه أبناء إهدن وواكبوه إلى بلدتهم بفرح عظيم. ثمّ ذهب إلى الكرسي البطريركي في قنوبين. طالب الإهدنيون وأعيان البلاد والإكليروس البطريرك البسبعلي بترقيته إلى درجة الأسقفيّة جزاء لأتعابه وتضحياته

إسطفان الأسقف (1668- 1670):
1668- 8 تموز. أجبره الرؤساء الزمنيّون والروحيّون على قبول درجة الأسقفية على مدينة نيقوسيا في قبرص، وذلك بوضع يد البطريرك جرجس البسبعلي في دير سيّدة قنوبين
الدويهي زائر بطريركي في الجبّة والزاوية وعكار:
1668- الصيف وأوائل الشتاء. ذهب موفدًا من لدن البطريرك لزيارة رعايا مناطق الجبّة والزاوية وعكار
الدويهي الأسقف في زيارة رعيّته في قبرص:
1669-13آذار. وصل إلى جزيرة قبرص في زيارة رعويّة. ومكث فيها حتى أوائل سنة 1670. قام بجولة على القرى المارونيّة في الجزيرة مثل: أسوماتوس، وفونو، وغمبلين، ومريين، وقرباشا، وبولوس وغيرها. توزّعت زيارة المطران إسطفان لجزيرة قبرص على التعليم والتدبير والتقديس، فلقّبه أبناء الجزيرة “بمنارة الأمّة المارونيّة ومجدها”. ومن أبرز الأعمال التي قام بها هناك: سيامة الشمامسة والكهنة، وتكريس الكنائس والمذابح، وتفحّص الكتب البيعيذة وتواريخ البلاد وعاداتها وأوضاع الموارنة فيها
عودة الدويهي إلى قنّوبين:
1670- أواخر نيسان. عاد المطران إسطفان من قبرص إلى طرابلس، وصعد توّاً إلى الكرسي البطريركي في قنوبين، ليتبلّغ هناك وفاة البطريرك جرجس البسبعلي بمرض الطاعون في 12 نيسان سنة 1670، يوم سبت الحواريّين

إسطفان البطريرك (1670-1704):
1670- 20 أيار. إجتمع الموارنة وأعيان البلاد في دير سيّدة قنوبين، وانتخبوا المطران إسطفان بطريركًا رغم ممانعته، وهربه، واحتجابه عن الأنظار
22 أيار. أقيم حفل تتويجه بطريركًا في دير سيّدة قنوبين
26 أيلول. رقّى الشماس يوسف بن بربور الحصروني إلى درجة الكهنوت على مذبح دير سيّدة قنوبين، ليرسله من قبله إلى رومة من أجل طلب درع التثبيت، غير أنّ هذا الأخير لم يتمكّن من السفر فورًا بسبب الفتن والمضائق التي ألمّت بالبلاد
الدويهي في كسروان للمرّة الأولى:
1670- الخريف. إضطرّ البطريرك الدويهي أن يترك قنّوبين ويذهب للمرّة الأولى إلى كسروان، ويقطن في دير مار شليطا مقبس في بلدة غوسطا، وكان الدافع إلى انتقاله مزدوجًا: الهرب من جور الحكّام الحماديّين، والوقوف على خاطر الأعيان الذين اعترضوا على انتخابه بطريركًا، وخاصّة أبو نوفل الخازن
تسلّم درع الرئاسة:
1671- 24 آب. سلّم رسالة إلى موفده يوسف الحصروني موجّهة إلى البابا أقليمنضوس العاشر (بابا 1670-1676) يعرض فيها إيمانه وإيمان الكنيسة المارونية واتحادها بالكرسيّ الرسولي، ويطلب براءة التثبيت ودرع الرئاسة
-10 تشرين الثاني. وصل يوسف الحصروني إلى رومة حاملاً رسالة البطريرك إلى البابا، فتفاجأ بالرسائل والوشايات التي تبلّغها بالكرسي الرسولي من قبل بعض الساقفة والأعيان والمطالبة بتنحية البطريرك عن كرسيه
1672- 8 آب. بعد أن كتب الدويهي إلى موفده طالبًا إليه العودة إلى جبل لبنان، ومبلّغًا إيّاه العزم على التنحّي عن البطريركيّة، أنعم عليه البابا ببراءة التثبيت
– أواسط كانون الأوّل. منحه البابا درع الرئاسة (الباليوم)
– أواخر السنة. عاد إلى قنوبين بعد أن رمّم دير مار شليطا مقبس وكنيسته، وأنشأ مقرّاً لسكن البطاركة فيه. وخلال إقامته في كسروان قام بزيارة رعاياها، وثابر على الوعظ والتأليف والتنقيب والبحث في التواريخ والكتب البيعيّة
6 تشرين الأول 1673 تسلّم درع الرئاسة من موفده، وتوشّح به في كنيسة الكرسي البطريركي في قنوبين، على يد المطرانين جرجس حبقوق مطران العاقورة، وجبرائيل البلوزاوي مطران حلب، وذلك في أواخر سنة 1673
الدويهي في كسروان للمرّتين الثانية والثالثة:
1675- أوائل السنة أو أواخر سنة 1674. غادر قنوبين وتوجّه إلى بلاد كسروان للمرّة الثانية حيث حلّ كعادته في دير مار شليطا مقبس في غوسطا، هربًا من جور آل حماده في الجبّة، وطلبًا لحماية أبي نوفل الخازن وأعيان الموارنة في بلاد كسروان. وأبرز ما قام به خلال إقامته القصيرة في كسروان بعض السيامات الشماسيّة والكهنوتيّة والأسقفيّة
– الصيف. عاد إلى قنوبين على ما يبدو
– أواسط السنة. كتب إلى البابا إقليمنضوس العاشر طالبًا إليه تمديد غفارين تلك السنة للبطريرك والمطارنة والكهنة والرهبان والشعب لتكون سلوًى في أزمنة الشدائد، فاستجاب البابا سؤاله
– بداية الخريف. توجّه إلى بلاد كسروان للمرّة الثالثة على ما يبدو، وأقام كعادته في دير مار شليطا مقبس- غوسطا
الدويهي في مجدل المعوش:
10 تشرين الثاني 1676. كتب إلى البابا زخيا الحادي عشر على أثر اعتلائه كرسيّ بطرس في 21 أيلول 1676، مؤدّيًا الخضوع والاحترام، ومهنئًا بالانتخاب، وطالبًا مدخولاً سنويًا للكرسي البطريركي، وذلك بواسطة مرسله الخاص المطران بطرس مخلوف الذي لم يصل إلى رومة إلاّ في 8 أيلول 1679 بسبب القرصنة والمخاطر
23 تشرين الثاني 1680  تلقّى رسالة جوابيّة من البابا زخيا الحادي عشر مرفقة بمساعدة ماليّة للكرسي البطريركي قدرها 307 ريالات ونصف، حملها إليه وكيله الخاص لدى الكرسي الرسولي مرهج بن نمرون الباني الذي سامه الدويهي كاهنًا في بكفيا وأوكل إليه هذه المهمّة التي مارسها حتّى وفاته سنة 1712

20 حزيران 1683 وجّه منشورًا إلى الكنيسة المارونيّة يحذّر فيه من مخاطر الوقوع في السيمونيّة.
-في آب. إنتقل الدويهي من مقرّه البطريركي في دير مار شليطا مقبس، وتوجّه إلى دير مار مارون-المعوش، طالبًا حماية الأمير أحمد المعني حاكم الشوف، وقد حدث ذلك على أثر الخلاف الذي كان حاصلاً بين مشايخ كسروان. وخلال إقامته في مجدل المعوش طاف رعايا الشوف معلّمًا ومدبّرًا ومقدّسًا وباحثًا، فأجرى الله على يده العديد من النعم والأشفية لدى الموارنة والدروز على السواء. كما أنّه رمّم كنيسة مجدل المعوش، ودير مار يوحنا في رشميا
صورة الدويهي في يوبيل المدرسة المارونيّة في روما:
27 كانون الثاني 1684  وضعت صورته إلى جانب صورتي البطريرك جرجس بن عميرة الإهدني والبطريرك إغناطيوس أندراوس أخجيان على جدران قاعة المدرسة المارونية في رومة. وذلك في عيد شفيع هذه المدرسة الرسول يوحنا الحبيب، وبمناسبة يوبيلها المئوي الأول سنة 1685.
– 10 شباط. كتب إلى كرادلة المجمع المقدّس يطلب إليهم تخصيص مبلغ من المال لخرّيجي المدرسة المارونيّة في رومة حتّى ينصرفوا، بطريقة أفضل، إلى تعليم الشبيبة وتربية الشعب
الدويهي يعود من كسروان إلى قنّوبين:
آب 1685. عاد إلى دير سيّدة قنوبين بعد أن كتب إليه آل حماده حكّام طرابلس والجبّة، متعهّدين بعدم مضايقته، وملتزمين حمايته وإكرامه. وفي طريق عودته أمر بترميم كنيسة مار عبده في نهر الكلب وبضمّها إلى المقرّ البطريركي في دير مار شليطا مقبس
1686- كتب إلى رهبان القدّيس فرنسيس في القدس، يطلب إليهم عدم اعتراض الموارنة الراغبين بالتردّد إلى كنائسهم للصلاة والمشاركة بأسرار البيعة المقدّسة، فلم يلق طلبه استجابة. فما كان منه إلاّ أن أرسل المطران يوسف الحصروني الذي مكث في القدس مدّة ثلاثة أشهر وباءت مساعيه بالفشل. ولم يجر حلّ هذا الإشكال إلاّ في شهر تموز من سنة 1689 على أثر تدخّل المجمع المقدّس بطريقة مباشرة
الدويهي في كسروان للمرّة الرابعة:
1690- نجد الويهي في بلاد كسروان للمرّة الرابعة، حيث استقبل الرحّالة جان دي لاروك الذي زاره في دير مار شليطا مقبس
1691- كتب إلى البابا اسكندر الثامن يذكّره بالمساعدة التي كان الكرسيّ الرسولي يخصّص بها الكنيسة المارونيّة من أجل: فتح المدارس، والإهتمام بتلامذة المدرسة المارونية العائدين إلى جبل لبنان، وطبع الكتب، وبناء الكنائس. ويطلب منه إرسال المساعدة المعتادة، والبالغة 300 سكودي التي كانت تحصل عليها الكنيسة المارونية سنويًا. كما أنّه يطلب، في الرسالة عينها لقب كافاليير للشيخ خالد الخازن
– 12 آذار. كتب أيضًا إلى البابا اسكندر الثامن يوصي بأسرة الشيخ أبي نوفل الخازن، ويطلب لقب كافاليير للشيخين حصن وصخر الخازن
27 آب 1693 كتب إلى المجمع المقدّس مدافعًا عن بطريرك السريان الكاثوليك أندراوس اخجيان ضدّ خصمه البطريرك اليعقوبي
الدويهي يوشّح مصلحي الحياة الرهبانيّة بالإسكيم:
1695- بداية السنة. توارى الدويهي عن الأنظار هربًا من جور الحكّام
– 10 تشرين الثاني. وشّح مصلحي الحياة الرهبانيّة بالإسكيم الملائكي في دير سيّدة قنوبين، فكانت انطلاقة الرهبانية اللبنانية وبداية التنظيم الرهباني في الكنيسة المارونيّة. والمصلحون هم: جبرايل حوا، وعبدالله قراعلي، ويوسف البتن، وجميعهم من حلب
– ترك قنوبين وذهب إلى بلاد كسروان للمرّة الخامسة، وأقام كعادته في دير مار شليطا مقبس
علاقة الدويهي بأسياد الدين والدنيا:
1698- كتب إلى كرادلة المجمع المقدّس يعلمهم باستقباله يعقوب أسقف الأرمن في مرعش، والراغب بالإتحاد بالكنيسة الكاثوليكية، وكان ذلك في 26 أيلول
– 1 تشرين الأول. كتب إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر، يشكره على اختيار الشيخ حصن الخازن قنصلاً لفرنسا في بيروت. ويجدّد طلبه لحماية فرنسا للموارنة
– 15 تشرين الثاني. وجّه منشورًا إلى رؤساء الأديار يجدّد فيه منعه ترهّب النساء في أديار الرجال تحت طائلة الربط عن الكهنوت والحرم
20 آذار 1700. وجّه رسائل إلى
– ملك فرنسا، يصف حالة المسيحيين المضطهدين: تشريد عائلات، سجن، هرب… من قبل والي طرابلس.
– دي تورسي، يطلب إلحاق مقاطعة الموارنة بولاية الشام بدل ولاية طرابلس
– بونشرتران، يكرّر فيها ما طلبه في رسالته إلى دي تورسي، ويطلب أن يجبي قناصل فرنسا الضريبة من الموارنة بدل الأتراك منعًا لتدخلهم في شؤونهم
الدويهي والرهبان:
18 حزيران 1700-  أثبت بسلطانه البطريركي القوانين الأولى للرهبانية اللبنانية المارونية في دير سيّدة قنوبين
– أواخر تموز: كتب إلى ملك فرنسا، يطلب إليه وضع الكرسي البطريركي تحت حمايته، بسبب الضرائب الكبيرة التي يفرضها عليه والي طرابلس
– 28 آب: جدّد طلب حماية ملك فرنسا للكرسي البطريركي
– 5 تشرين الثاني: أصدر حكمًا بانفصال جبرايل حوّا عن الرهبانية اللبنانية. فأعطاه دير مورت مورا وأتباعه ليسلكوا حياة الرسالة على مثال اليسوعيين، وأبقى دير مار ليشع-بشري مع عبد الله قراعلي ومن تبعه في سلوك الحياة الديريّة
الدويهي يتعرّض للضرب والإهانة:
1703- أثبت رسوم رهبان مار أشعيا الأنطونيّين
رفض الدويهي دفع الضريبة الظالمة إلى الحماديين، فلطمه الشيخ عيسى إبن أحمد حماده. صبر البطريرك، ولم يقابل العنف بالعنف والإهانة بالإهانة، إلاّ أنّه كتب إلى الشيخ حصن الخازن يخبره بما حدث. فما كان من هذا الأخير أن أوفد شقيقه ضرغام (البطريرك فيما بعد) والشيخين موسى ونادر ليحضروا البطريرك إلى بلاد كسروان. ندم الشيخ عيسى على ما فعل، وقدم إلى دير سيّدة قنوبين معتذرًا، وطالبًا إلى البطريرك البقاء في الجبّة، ولدى رؤيته همّ موسى وطربيه إلى الفتك به، فمانعهما البطريرك
الدويهي في كسروان للمرّة الأخيرة:
24 كانون الثاني: ذهب بصحبة ضرغام وموسى ونادر للمرّة السادسة إلى بلاد كسروان، مرورًا بغزير وساحل علما، وصولاً إلى دير مار شليطا مقبس، حيث أقام فيه ثلاثة أشهر. وقبل أن يترك الكرسي البطريركي، توجّه إلى مغارة القديسة مارينا. حيث يرقد أسلافه، وسجد على الأرض، طالبًا إلى الله ألاّ ينقله إليه بعيدًا عن كرسيه، وألاّ يجعل مدفنه بعيدًا عن أسلافه البطاركة الأبرار

مات في رائحة القداسة في 3 أيار سنة 1704 ، ودفن في مغارة القديسة مارينا ، في قنوبين

مرضه ورقاده (1704):
19 نيسان 1704 ترك كسروان، ووصل إلى قنوبين في 26 نيسان. وفور وصوله مرض للحال، سقط أرضًا، فحمله شماسه إلى غرفته. فقال له البطريك: “لقد وصل زمن نياحتنا”. شاكرًا الله على استجابة طلبته بأن يرقد رقاده الأخير في قنوبين. تمّ استدعاء طبيب ماهر من طرابلس لمعاينته.

– 2 أيار: إقتبل القربان الأقدس، وحلّ المربوطين والمحرومين، وبارك أبناء كنيسة جريًا على عادة أسلافه.
– 3 أيار: في سحر يوم السبت أسلم الروح، وهو يردّد” سبّحوا الله من السماوات سبّحوه في الأعالي…” جرى حفل جنازته بمشاركة الأساقفة والرهبان والكهنة وجمع كبير من أبنائه الموارنة، وأودع جثمانه الطاهر في مغارة القديسة مارينا، بحسب مشتهى قلبه.

قداسته:

وبعد وفاته بقليل، اعتُبر قديسا من قبل العديد من الموارنة في لبنان ، ولا سيما في شمال لبنان وبخاصة زغرتا واهدن. وأصدر المجمع لدعاوى القديسين مرسوما بتطويب الدويهي في 5 كانون الأول 1996. وشرعت بطريركية انطاكية للموارنة مع لجنة التحقيق والأبرشية ، إلى تقديم نتائج المجمع، الذي صادق على إجراء بمرسوم مؤرخ في 8 تشرين الثاني 2002. ونشرت أسباب التطويب في عام 2005 وقد حصلت على موافقة لجنة المجمع التاريخي المختصة بدعاوى القديسين في 24 كانون الثاني 2006. يوم 3 تموز 2008، أذن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر للمجمع التاريخي لدعاوي القديسين بوضع مرسوم على الفضائل البطولية للبطريرك الدويهي الذي سيحال إلى الموقره اعتبارا من هذه اللحظة من تاريخ نشر المرسوم. وقد جمعت مؤسسة الدويهي بعض من معجزات الدويهي.

المصدر: الموقع الالكتروني لمؤسسة البطريرك الدويهي

error: Content is protected !!